کد مطلب:90620 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:128

کلام له علیه السلام (070)-لرجل من أصحابه أکثر الثناء علیه، و















إِنَّ مِنْ حَقِّ مَنْ عَظُمَ جَلاَلُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ فی نَفْسِهِ، وَ جَلَّ مَوْضِعُهُ مِنْ قَلْبِهِ، أَنْ یَصْغُرَ عِنْدَهُ، لِعِظَمِ ذَلِكَ، كُلُّ مَا سِوَاهُ.

وَ إِنَّ أَحَقَّ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ لَمَنْ عَظُمَتْ نِعْمَةُ اللَّهِ عَلَیْهِ، وَ لَطُفَ إِحْسَانُهُ إِلَیْهِ.

فَإِنَّهُ لَمْ تَعْظُمْ نِعْمَةُ اللَّهِ تَعَالی[1] عَلی أَحَدٍ إِلاَّ ازْدَادَ حَقُّ اللَّهِ عَلَیْهِ عِظَماً.

وَ إِنَّ مِنْ أَسْخَفِ حَالاَتِ الْوُلاَةِ عِنْدَ صَالِحِ النَّاسِ، أَنْ یُظَنَّ بِهِمْ حُبُّ الْفَخْرِ، وَ یُوضَعَ أَمْرُهُمْ عَلَی الْكِبْرِ.

وَ قَدْ كَرِهْتُ أَنْ یَكُونَ جَالَ فی ظَنِّكُمْ أَنّی أُحِبُّ الإِطْرَاءَ، وَ اسْتِمَاعَ الثَّنَاءِ.

وَ لَسْتُ بِحَمْدِ اللَّهِ، كَذَلِكَ، وَ لَوْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ یُقَالَ ذَلِكَ فِیَّ لَتَرَكْتُهُ انْحِطَاطاً للَّهِ سُبْحَانَهُ عَنْ تَنَاوُلِ مَا هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَ الْعَظَمَةِ وَ الْكِبْرِیَاءِ.

وَ رُبَّمَا اسْتَحْلَی النَّاسُ الثَّنَاءَ بَعْدَ الْبَلاَءِ.

فَلاَ تُثْنُوا عَلَیَّ بِجَمیلِ ثَنَاءٍ، لإِخْرَاجی نَفْسی إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ إِلَیْكُمْ مِنَ التَّقِیَّةِ[2] فی حُقُوقٍ لَمْ أَفْرَغْ مِنْ أَدَائِهَا، وَ فَرَائِضَ لاَ بُدَّ مِنْ إِمْضَائِهَا.

فَلاَ تُكَلِّمُونی بِمَا یُكَلَّمُ بِهِ الْجَبَابِرَةُ، وَ لاَ تَتَحَفَّظُوا مِنّی[3] بِمَا یُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ،

وَ لاَ تُخَالِطُونی بِالْمُصَانَعَةِ، وَ لاَ تَظُنُّوا بِیَ اسْتِثْقَالاً فی حَقٍّ قیلَ لی، وَ لاَ الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسی لِمَا لاَ یَصْلُحُ لی[4]، فَإِنَّهُ مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ یُقَالَ لَهُ، أَوِ الْعَدْلَ أَنْ یُعْرَضَ عَلَیْهِ، كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَیْهِ.

فَلاَ تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ، أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ، فَإِنّی لَسْتُ فی نَفْسی بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ، وَ لاَ آمَنُ

[صفحه 600]

ذَلِكَ مِنْ فِعْلی، إِلاَّ أَنْ یَكْفِیَ اللَّهُ مِنْ نَفْسی مَا هُوَ أَمْلَكُ بِهِ مِنّی.

فَإِنَّمَا أَنَا وَ أَنْتُمْ عَبیدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لاَ رَبَّ غَیْرُهُ، یَمْلِكُ مِنَّا مَا لاَ نَمْلِكُ مِنْ أَنْفُسِنَا، وَ أَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّا فیهِ إِلی مَا صَلُحْنَا عَلَیْهِ، فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضَّلاَلَةِ بِالْهُدی، وَ أَعْطَانَا الْبَصیرَةَ بَعْدَ الْعَمی.


صفحه 600.








    1. ورد فی منهاج البراعة للخوئی ج 14 ص 160.
    2. البقیّة. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 212. و نسخة نصیری ص 140. و نسخة الآملی ص 188. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 215. و نسخة الأسترابادی ص 350. و نسخة الجیلانی. و نسخة العطاردی ص 253.
    3. عنّی. ورد فی نسخة العام 40. الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 302.
    4. ورد فی منهاج البراعة للخوئی ج 14 ص 161.